مداخلة: مراتب الإدراك بين الأمير عبد القادر وابن خلدون في كتابيهما (ذكرى العاقل وتنبيه الغافل) والمقدّمة

Abstract

عالج "الأمير عبد القادر الجزائري" من خلال كتابه " ذكرى العاقل وتنبيه الغافل " في بابه الأوّل قضيّة "العلم والعلماء"، حيث قدّم مجموعة من الضّوابط العلميّة والعمليّة التّي تؤسّس لعمليّة التّفكير وتبحث في حقيقة العقل بغية الإدراك والمعرفة، هذه الأخيرة التّي كان لابن خلدون فضل السّبق إلي بعضها فيما أشار إليه في "العلوم وأصنافها والتعليم وطرقه" من "المقدّمة" ، ممّا أدّى إلى تلاحم العمليّات وتعالق المراتب بينهما. إنّ هذا الانسجام الفكري عند هذين العلمين يدفعنا إلى التّساؤل عن إمكانيّة التّقاطع بينها واشتراكهما في مراتب الإدراك ذاتها، ولذلك فالسّؤال المطروح هو:كيف تجلّت طرق الإدراك في كتابي"ذكرى العاقل وتنبيه الغافل"و"المقدمة"؟ وما دلالة هذا المذهب عند الكاتبين؟ إنّ الإجابة عن هذا السّؤال تستدعي قراءة دقيقة لرؤية المفكرين من خلال محوري العلم والتّعلم قضيّة وموقفا، ثمّ النّظر في أساليبهما، وقد كشفت الدّراسة على مستويات حجاجيّة مهمّة في عمليّة الإدراك عندهما، ومنها: 1-العقل واستقلاليته:فالعاقل يعرف الرجال بالحقّ ولا يعرف الحقّ بالرّجال ، لأن العقل أداة الإدراك ، وهي دعوة إلى إمعان النّظر والبعد عن المحاكاة والتقليد. . 2- الدليل مقابل الاطّراد:ولا يستقيم الاطّراد دون دليل ولا يتحقق في كلام نسب إلى من عرف القبول إلا بحجة،فقد يكون قوله باطل وإن شهد له بحسن الاعتقاد سابقا، والعكس في رفض كلام من سيء الاعتقاد فيه وردّه وإن كان حقّا. 3. الفكر/العلم/التعليم: ويحقق بالنّظر إلى العقل الذّي لا يقدر على إدراك الحقائق دون خطأ إلاّ إذا طلعت عليه أنوار التّوفيق والهداية من الله- و كذلك هي الملكات التّي وصفها بالجسمانيّة سواء كانت في البدن أو في الدماغ من الفكر. والجسمانيّات كلها محسوسة فتفتقر إلى التّعليم.ولهذا كان السند في التّعليم في كلّ علم أوصناعة إلى مشاهير المعلّمين.. 4- التّعلم والقياس: وهما وسيلتان تسيران بطالب الحقّ إلى المشابهة والمحاكاة ،حيث يتمرّن على ذلك حتى يصير إلحاق العوارض بتلك الحقيقة ملكة له فيكون حينئذ علمه بما يعرض لتلك الحقيقة علما مخصوصا، وتتشوّف نفوس أهل الجيل الناشئ إلى تحصيل ذلك العلم أو المعرفة.... .......إلى غير ذلك ممّا استدل به المفكران لتحقيق هذه الرّؤية. In this book « The Memory of the wise and warning of the heedless » The prince Abdelkader studied the topic of « Science /scientists» , in which he presented some scientific controls , for establishing the process of thinking and research into the truth of mind, as Ibn Khaldoon had done previously in his introduction. That is why we can ask this question: What is the relationship between the two books, and, How was it interpreted? Of course, the answer requires an approach to the thinkers' vision towards science and learning, and the study revealed important argumentative levels in the process of perception, including: 1- Independence of mind: Neutral mind ; the men definition by truth not the opposit 2-The argument -evidence /opposite/ axiome : The latter requires an argument to be accepted, and the honorable men speech may be false and invalid. 3- Thought/support of the learner : The education in every science or industry ,chould be given by famous teachers. 4- syllogism ; It is a process that leads the student to learning, and by practicing it, he acquires the ability then ,he possesses special knowledge that qualifies him to be a guide for those who follow him…