يوم دراسي بعنوان : التنصير بين الجدل الديني والسياسي والقانوني

Abstract

يواجه العالم الاسلامي تحديات كثيرة تتفاقم حدتها و اثرها باعتبار حالة التخلف و التراجع الحضاري الذي تعيشه المجتمعات الاسلامية ، فمنذ سقوط الخلافة الاسلامية قسمت أوصال العالم الاسلامي الى دول تخضع لاستعمار تراوح بين الالعسكري و الانتداب ، لكن القاسم المشترك بينهما هو الاستحواذ على المقدرات نو تسخير الشعوب لبناء الحضارة الغربية المتغولة ، وقد رافقت هذا الاستعمار حركة تنصيرية ضخمة قادتها الكنيسة الكاثوليكية ثم البروتستانتية رافعة لواء استرجاع مجد المسيحية في أراضيها التي اقتطعها الاسلام منها ، فكان التوظيف المتبادل بين المستعمرين و رجال الدين المسيحيين خدمة لأهدافهما المشتركة في الدول الاسلامية . لقد استمرت حركة التنصير حتى بعد استقلال الدول الاسلامية ،وكان نشاطها تارة معلنا وتارة أخرى سريا على حسب سياسة الدولة المستهدفة ، ولكن مع توحد معظم الكنائس المسيحية تحت لواء مجلس الكنائس العالمي ؛رصدت ميزانيات ضخمة قد تفوق ميزانيات بعض الدول من أجل تسريع وتيرة التنصير ، وقد سهل مهمتها التطور الاعلامي الذي مكن المنصر من ان يدخل كل بيت عن طريق شاشة التلفزيون أو وسائل الاتصال المختلفة . لقد استمر التقاطع و التوظيف المتبادل بين الحركة التنصيرية و سياسة الدول الكبرى التي عملت على ترسيخ النظام العالمي الجديد الذي عمل على محق الدول الفقيرة لأجل استغلال ثرواتها الطبيعية أكثر ، فلم تجد بعض الدول بدا لحماية دينها و اعتقاداتها إلا سن قوانين تنظم الشؤون الدينية للبلاد لكنها تتعارض في بعض الأحيان مع الحريات العامة التي تدعو اليها المنظمات الدولية بدعم من القوى الكبرى .