ندوة رقمنة التراث الثقافي بالمؤسسات الوثائقية الجزائرية : بين الواقع والرهانات

Abstract

تشهد مشاريع الرقمنة في عالم المكتبات والأرشيفات والمتاحف وغيرها من المؤسسات المعنية بحفظ التراث الثقافي والعلمي واتاحته وتيرة جد معتبرة، هذا الاستقطاب لتقنيات الرقمنة من طرف هذه المؤسسات يعود لكونها تمثل حاليا الحل التقني الأمثل لإنقاذ التراث الثقافي من الاندثار والزوال. فهناك جزء كبير من ذاكرة الشعوب، وخاصة الأرشيفات السمعية البصرية والمخطوطات والوثائق، مهددة بالانقراض الوشيك ما لم تتخذ إجراءات فنية عاجلة لصيانتها وحفظها وذلك برقمنتها ووضع نظم معلوماتية لإدارتها، ومن ثمة لتيسير النفاذ إليها. ومن هذا المنطلق لابد التعرف إلى أهمية عملية الرقمنة والإحاطة بمجموعة الأهداف التي يمكن تحقيقها، تمكننا من فهم واستيعاب سبب اتجاه العديد من مؤسسات المعلومات إلى رقمنة مجموعاتها من المصادر المعلوماتية. وتعد الرقمنة وسيلة مهمة ولها قيمة متزايدة لمؤسسات المعلومات على اختلاف أنواعها، كما أنها تتمتع بأهمية كبيرة بين أوساط المكتبيين واختصاصي المعلومات، حيث يستلزم تشييد مكتبة رقمية أن تكون محتوياتها من مصادر المعلومات متاحة في شكل إلكتروني، وهناك الكثير من المبادرات التي تدور حول مفهوم الطريق السريع للمعلومات والتي أعطت الدافع نحو تحويل الكثير من مصادر المعلومات من الشكل التقليدي إلى مجموعات متاحة على وسائط رقمية. فالمعلومة الرقمية تكتسب بالإضافة إلى كونها منتوج ثقافي ومصدر معرفي، أهمية اقتصادية بالغة، فهي تلعب دورا مهما في التنمية الوطنية المستدامة، وأصبحت علاوة على ذلك تنشأ البيانات الشخصية والحكومية والتجارية في شكل رقمي. لذا فإن التراث المرقمن يشكل هو الآخر ثروة بالغة الأهمية بالنسبة للدول والمجتمعات بصورة عامة، وضياع هذا التراث ينجر عنه خسارة اقتصادية وثقافية كبيرتين من شأنها أن تؤثر على التقدم المعرفي لديها. والمتتبع لمشاريع الرقمنة في الجزائر يكاد يجزم على تعددها، و الكثير منها لم يخضع لتخطيط محكم ولا لتنسيق بين جميع الأطراف المعنية، مما أدى إلى تكرار الأعمال وإهدار الطاقات والموارد. كما اصطدمت بعض مبادرات الرقمنة بعراقيل جمة، وتطلبا الأمر تقييمها وإعادة النظر فيها. فالرقمنة ليست مسألة تقنية بحتة فقط، تتعلق بالإجراءات والمواصفات والأدوات اللازمة لهذه التقنية، بل هي مشروع متكامل تتدخل في إعداده وتنفيذه عدة أطراف في إطار عمل تشاركي متعدد التخصصات (التقني، والقانوني، الإداري، المتخصص في المعالجة الوثائقية، ومتخصصي حفظ التراث...) وأحد عناصر نجاح مشاريع الرقمنة هي أن تكون متعددة التخصصات، وهي الغاية المراد تحقيقها من وراء تنظيم هذا اليوم الدراسي والمتعلق بدارسة إشكالية تطبيق التكنولوجيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في حفظ التراث المادي واللامادي وتثمينه، إذ يناقش ويدرس مختلف تجارب المؤسسات الوثائقية وتطبيقاتها مثل (المكتبات والمعلومات، الأرشيف، المتاحف، الإعلام الآلي، تطبيقات الرقمنة، الاقتصاد، القانون، التاريخ والتراث والعلوم الإنسانية وأطراف أخرى فاعلة في المجال) ، والتطرق لمختلف العوائق التقنية والاتصالية والقانونية والاقتصادية والسياسية التي تعترضها وسبل تجاوزها، وأيضا لأجل تقييم خطط ومشاريع الرقمنة الحالية واقتراح إجراءات وطرائق جديدة تهدف إلى ضمان ديمومة المحتويات الرقمية وضمان إتاحة دائمة للتراث (الوثائقي، المخطوطات، السمعي البصري،..) الرقمي The digitization projects in the world of libraries, archives, museums, and other institutions concerned with preserving cultural and scientific heritage and making it available are witnessing a significant pace. This attraction to digitization techniques by these institutions is due to the fact that they currently represent the ideal technical solution for saving cultural heritage from extinction and disappearance. A large part of peoples’ memory, especially audiovisual archives, manuscripts and documents, is threatened with imminent extinction unless urgent technical measures are taken to preserve and preserve them by digitizing them and developing information systems to manage them, and then to facilitate access to them. Digitization is an important means and has increasing value for information institutions of all types. It also enjoys great importance among librarians and information specialists, as building a digital library requires that its contents from information sources be available in electronic form. There are many initiatives that revolve around the concept of the highway. Information, which gave the impetus towards converting many sources of information from the traditional form into collections available on digital media. Digitization is not only a purely technical issue, related to the procedures, specifications, and tools necessary for this technology. Rather, it is an integrated project in which several parties participate in its preparation and implementation within a multidisciplinary participatory framework (technical, legal, administrative, specialists in documentary processing, and heritage preservation specialists...) One of the elements of the success of digitization projects is that they are multidisciplinary, and this is the goal to be achieved by organizing this study day, which is related to studying the problem of applying modern technologies and artificial intelligence in preserving and valuing the tangible and intangible heritage, as it discusses and studies the various experiences of documentary institutions. And its applications, such as (libraries and information, archives, museums, automated media, digitization applications, economics, law, history, heritage, humanities, and other active parties in the field), and to address the various technical, communication, legal, economic, and political obstacles it faces and ways to overcome them, and also to evaluate digitization plans and projects. and propose new procedures and methods aimed at ensuring the permanence of digital contents and ensuring permanent availability of digital heritage (documentary, manuscripts, audio-visual,...).