التصنيف السكاني في المغرب الإسلامي من الفتح إلي نهاية العهد الموحدي

Abstract

يهتم موضوع الدراسة الموسومة بـــــــــ:"التصنيف السكاني في المغرب الإسلامي من الفتح إلى نهاية العهد الموحدي"، بالبحث في أسماء المجموعات البشرية وأصولها الإثنية ببلاد المغرب خلال مرحلة تمتد طيلة ستة قرون كاملة من العصر الوسيط، وذلك من خلال تتبع جذورها التاريخية بداية من الفترات القديمة ووصولا إلى المرحلة محل الدراسة، ويسلط البحث الضوء على مدى تأثير العوامل السياسية والاجتماعية والثقافية اللغوية في صياغة أسماء المجموعات السكانية، مع رصد التحولات التي طرأت على المنظومة الإسمية لعناصر النسيج الاجتماعي المغاربي، لا سيما أنّ معظم الدراسات التاريخية المعاصرة قد تناقلت قائمة أسماء المجموعات البشرية المغاربية دون تنقيب عن أصولها التاريخية ودلالاتها الإثنونيمية، أو اعتبار للسياقات الزمانية المساهمة في تبلورها، متخذة من الحقول المصدرية الإسلامية مرجعية ثابتة تستمد منها أسماء السكان ببلاد المغرب، على الرغم مما أحدثته المعرفة الإخبارية والجغرافية والفقهية ونصوص أدب الأنساب العربية من تغييرات على الصيغ الإسمية الأصلية للساكنة المغاربية، ومتجاوزة لجدوى التعرف على وضعية الهياكل البشرية وأسماء مكوناتها خلال المرحلة القديمة، ومستبعدة لدور حركة الأسلمة والتعريب في التحول الإسمي لإثنونيميا المجموعات البشرية خلال المرحلة التي أعقبت حملات الفتح الإسلامي للمجالات المغاربية. وتأسيسا على ذلك، فقد جاءت هذه الدراسة لترفع سقيفة الغموض عن مكونات البنية الاجتماعية في بلاد المغرب من بداية الفتح حتى نهاية العهد الموحدي، مركزة على المجموعات المحلية والوافدة، البدوية والحضرية، المستقرة والمتنقلة، ومحاولة في حدود ما تتضمنه النصوص الإخبارية والوصفية والفقهية والنتائج الأثرية رسم ملامح شبكات التوطين البشري، وتحديد الخارطة المجالية للسكان الأصليين والجاليات القديمة والجماعات الطارئة على بلاد المغرب الإسلامي، مع الكشف عن طبيعة التصنيفات السكانية والتقسيمات البشرية والتحولات الإسمية والاجتماعية التي مست التركيبة الإثنية المغاربية من خلال تجاوز الفواصل الزمنية بين العصرين القديم والوسيط، بغرض إبراز صورتها الحقيقة عبر الزمان والمكان، وتقديم محاولة في التاريخ السكاني الشمولي الذي يتقصى المسألة التصنيفية بداية من الحقبة القديمة ويتوغل في الفترة الإسلامية، مع سعيٍّ إلى وضع تفسيرات لخلفياتها وتشريح دوافعها ورصد أبعادها.