ر سائل الخليفة عثمان بن عفان جمعا ودراسة 23 - 35 هـ / 644 - 656 م

Abstract

ن الدارس لتاريخ الخلفاء يحتاج إلى تمحيص وتدقيق بين النصوص التاريخية التي حوتها المصادر المتعلقة بهذه الفترة، ولذلك عملت جاهدة على جمع رسائل الخليفة عثمان بن عفان ودراستها، وتقصي هذه الرسائل في المصادر المتعددة ليس بالمهمة السهلة على الباحث، بل هي من الصعوبة بمكان، ورغم ذلك فقد سعيت جاهدة دون أن أدخر أي جهد في سبيل جمع هذه الرسائل والوصول إلى الحقائق المتعلقة بالفترة المدروسة، وبعد فترة زمنية عشتها مع النصوص جمعا وترتيبا ودراسة، وكانت الفترة الممتدة من سنة 24ه-35ه. ولقد مكنتنا هذه الرسائل للإجابة على العديد من الإشكاليات المتعلقة بمجالات شتى، ولهذا قسمنا بحثنا بحسب المحاور إلى أربعة فصول، كان الأول منهما عبارة عن فصل تمهيدي يتضمن لمحة عامة عن حياة الخليفة وأهم منجزاته، أما الفصل الثاني فقد كان مخصصا للرسائل الخاصة بالعبادات والأحوال الاجتماعية، أما الفصل الثالث فيتضمن الرسائل الخاصة بالسياسة الإدارية والمرجعية العليا التي اعتمدها في تسيير دولته بما في ذلك تعامله مع الولاة وإدارة الفتوح والجهاد، أما الفصل الرابع والأخير فقد خصص للحديث على الرسائل الخاصة بالاقتصاد والمال وتناولنا فيه سياسة الخليفة فيما يخص اقطاع الأراضي والعطاء، وموارد بيت المال، وسبل انفاقها على المصالح العامة للدولة. وقد حاولنا بهذا البحث أن نضع بين أيدي الباحثين مادة وفيرة من نصوص تاريخية تمكنهم من تقويم نظرتهم وتعميقها ومراجعة الأحكام العامة التي أطلقت على الخليفة، فكان الهدف من جمع هذه الرسائل ودراستها دحض الكثير من الشبهات والاتهامات الخاطئة التي وجهت للخليفة عثمان، والتي تعبر عن حقد وعداء دفين تجاه الخليفة ودولته، فهذه الرسائل تعرض لنا كثيرا من الحقائق، وتفند العديد من الشبهات التي وضعت الخليفة عثمان في قفص الإتهام. ومن خلال عرضنا للرسائل ودراستها تبين لنا حرص الخليفة على بناء دولة إسلامية قوية متكاملة والعمل على توسيع رقعة الدولة، بالدعوة للجهاد في سبيله، وعمل على الرعاية الكاملة بالقضاء ورد المظالم ومعاقبة كل ظالم مهما كانت صفته، كما اهتم بموارد المال وكذا سبل ومجالات إنفاقها. كما كشفت الرسائل على سياسات الخليفة تجاه الرعية والولاة، كما كشفت نوايا البعض ممن أثاروا المعارضة ضد الخليفة وأراقت دمه في النهاية. ورغم جهدنا المبذول لا نستطيع أن ندعي الكمال في هذا البحث بل يبقى دائما محاولة معرضة للنقص والقصور.