البناء السلوكي للنصوص القرآنية بين العدوانية والمسالمة دراسة لسانية

Abstract

تناولت الرسالة الماهية النسبية لسلوك الإنسان، وتحوّله من الفطرة إلى العدوانية، مع التركيز على المراحل التي يمرّ بها الإنسان في تكوّن شخصيته، والتغيّرات التي تطرأ على سلوكه كما صورها القرآن الكريم من خلال ألفاظه وتراكيبه وأساليبه البلاغية، التي لها علاقة بالمسالمة والعدوانية الصادرة عن شخصيات القصص القرآني في حركيتها المتفاعلة عبر مراحل تاريخ البشرية بدءا بآدم عليه السلام ووصولا لمحمد عليه الصلاة والسلام، ولأجل ذلك اتبعت الدراسة منهجا إحصائيا تاريخيا، وتوصلت في النهاية إلى أن المزاوجة بين سمات المسالمة والعدوانية والتي كانت ظاهرة في السلوك اللفظي لشخصيات قصص القرآن الكريم دليل على عظمة إعجازه، فاختلاف دلالة الألفاظ بين المسالمة والعدوانية ككلمة "القتل" أو كلمة "النصح" راجع إلى السياق والحدث الذي ذكرا فيه، فالحدث هو الذي يفرض عليهما إن كانت دلالتهما مسالمة أم عدوانية، والأمر ينطبق كذلك على الأساليب البلاغية المختلفة كالقسم والتوكيد وغيرها من الأساليب، كما أن دور السياق كان واضحا في تحقيق وتحديد الدلالة بين المسالمة والعدوانية وذلك انطلاقا من ترابطها وتجاورها، وبرز في البحث كذلك العودة إلى موضوع أسرار التكرار في القرآن ودوره في إظهار بعض الملامح البلاغية والسلوكية، وترتيب الألفاظ بين تقديم وتأخير بلمسة تجديدية من طرف الدكتور فاضل صالح السامرائي وهو دليل آخر على إعجاز القرآن الكريم، أمّا من الناحية السلوكية فقد بيّن لنا البحث بأنّ القرآن الكريم هو أفضل منهج صالح لتعديل سلوك الإنسان وتغييره إلى الأحسن.