الفقه المقارن1 (المعاملات)

Abstract

إن الدراسة الـمقارنة للفقه الإسلامي من أنفع الثمرات الـمبتكرة للفكر الإنساني في التأصيل والتحليل والتعليل والتفريع، ويظهر ذلك جليا لكل من نظر بإنصاف في مدونات الفقه العتيقة، والتي تعتبر نـتاج جهود علماء السلف في تحقيق الـمسائل التي تعرض للـمسلم في حياته اليومية، مع دقة النظر وقوة العرض وحسن الربط بنصوص القرآن والسنة وما انطوت عليه من حقائق ومعانٍ ومقاصد تشريعية عامة مرسومة، تتجه إليها أحكامُه أصولا وفروعا، ولا يزال هذا الـموروث العلمي – رغم مرور قرون من تأليفه – ملجئة للـمتفقهين، ولا يمكن اجتناء ثمرات هذه الـجهود وبيان وجه الحق فيها على أحسن الوجوه وأكملـها إلا بالبحث الـمقارن . وهذه الـمطبوعة التي بين أيدينا موجهة لطلبة السنة الأولى ماستر، في تخصص: الفقه الـمقارن وأصوله، وهي متعلقة بمقياس "الفـقه الـمقارن"، وقد اشتملت على مسائل في الـمعاملات الـمالية مما اشتـهر الخلافُ فيها قديما، ولا تزال تلقي بظلالـها على تكييف وتخريج كثير من القضايا الـمعاصرة، وتوخيت في عرضها الإيـجاز والاختـصار على حسب ما يقتـضيه الحال ويسمح به الـمقام، وهي بمثابة التـذكرة وتدريب الطالب لاكتساب منهجية علمية على الطريقة الـمقارنة، من خلال بيان مسالك الفقهاء في إقامة الدليل وتوجيه الاعتراض، مع معرفة جملة من الأسباب التي أوجبت الخلاف بين الفقهاء، ثم اختيار قولٍ يُـرى أنه الأولى بالصواب؛ استنادا إلى عدة اعتبارات منهجية، وفوق كلّ ذي عِـلمٍ عـليمٌ .